من هو المعاق؟

  من هو المعاق؟ فكرة تضل تراود الكثيرين، و خاصة عند مقابلتهم لاشخاص ذويي اعاقات فعلية في الحركة او النطق، ولكنهم من رواد الفكر او الاختراعات، هنا ياتي السؤال .

المعاق الحقيقي

حيث يقول احد المدربين، كنت اقدم دورة للطلاب بعنوان خطط لحياتك، وكان عدد الطلاب يزيد عن الخمسين في القاعة، و من بين الطلاب كان موجودفي الصف الثاني إعدادي، مختلف عن اقرانه .

بأنه مقعد يجلس على كرسي متحرك الا انه دائم البسمة. ومن ضمن الوحدات التدريبية تحليل S.O.W.T لنقاط القوة والضعف والفرص والتحديات.

وتتضمن هذه الوحدة تمرين يقوم به كل طالب لوضعه الراهن والمأمول من خلال تدوين النقاط على ورقه وتعليقها على الجدار، كنت ادور على المشاركين لتفقد مدى تفاعلهم وتقديم التوجيهات لهم وقد اتجهت لطالب المقعد خوفا عليه ان يحبطه زملائه، او تتعاظم الاعاقة في ذهنه كمعيق يحول بينه وبين اماله .

وما ان اقتربت وشاهدت ورقته حتى دهشت! لقد كتب نقاط القوة ورتبها كالتالي:

-مسلم وهذا يكفي

-عاقل وهذا بفضل ربي

-احمل القرآن كاملا لينير لي دربي

-احفظ البخاري لاعرف المسالك

-لي همة الفاتحين و حلم الصابرين الشاكرين

و قد كتب في نقاط الضغف كلمات مرتبة جذبت انباهي وقد رتبها كالتالي:

نسبة نجاحي كبيرة لأن كل انجاز مهما صغر اقدمه يفوق أقراني

كثرة الذنوب قد تميت قلبي وتذهب النور من حياتي

وكتب في الفرص

ذلل الله لي الدنيا لتأمل والتدبر ،تطور وسائل المعرفة وكتب في التحديات اشفقت على من هم بحاجة للشفقة. 

من صاحب الاعاقة


 عند التأمل في هذه القصة ينتاب الشخص شعور بالشفقة على نفسه وحاله وهمته ، مقارنة بهذا الشاب البطل الطموح متحدي الصعاب .

فكم من شخص معاق فكرياً، لانه ينظر بشفقة الى غيرة ممن ابتلاهم الله بعجز واعاقة في الجسد .

ولكن طموحه واهدافه تناطح الجبال، و يعجز عن مقاومتهم ومنافستهم من هم صحاح الابدان.

فالوصول إلى الهدف والنجاح لا يحتاج إلى ( أَقدام )  بل يحتاج إلى ( إِقدام )، ويجب ان نتذكر

إن الإعاقة الحقيقية ليست في الأبدان ، وإنما في العقول والأفكار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك هذه الصفحة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

نشرتنا البريدية توافيك بكل جديد لدينا.