أنسنة التعليم الإلكتروني

مع الإنتشار المتزايد للتعليم الإلكتروني (عن بعد)، لعل أحد أهم المشاكل التي واجهها الفاعلون في مجال التعليم و التدريب هو غياب “البعد البشري” في تصميم العملية التعليمية. ماذا أقصد بذلك ؟ التواصل الحسي “البشري” الذي يتيحه التعليم الحضوري له أهمية لا يمكن أن نتجاهلها، و هو الشيء الذي أصبح شبه مفقود مع التحول السريع و المفاجئ للمقررات الإلكترونية.

التعلم لا يحصل فقط من خلال قراءة بعض الملفات أو مشاهدة فيديوهات تعليمية، “التعلم العميق” ينتج عن التواصل و الأسئلة و الإستفسارات و النقاشات.

من واقع التجربة و الملاحظة لممارسات عدة منصات و جامعات معتبرة، إليكم بعض التوصيات من أجل “أنسنة التعليم الإلكتروني” (Humanization) :

  • توفير مقدمة ذاتية عن المعلم أو المدرب : يفضل أن تكون على شكل فيديو بلمسة إبداعية لكن واقعي (من مكان غير مألوف أو بطريقة مرحة مثلا).
  • توفير مقدمة عامة عن المادة التعليمية : يفضل أن تكون على شكل اتصال مباشر.
  • القيام باستبيان لمعرفة تطلعات و آراء المتعلمين حول المادة (طبعا لا تنسى أن تأخذ آرائهم في الحسبان).
  • التواصل و التفاعل مع المتعلمين : يمكن القيام بذلك من خلال منتديات النقاشات إذا كنت تستعمل نظام إدارة التعلم (LMS) أو من خلال أي تطبيق تواصل و محادثة (المهم هو أن تكون حاضرا للتوجيه و الرد على الأسئلة).
  • لا تقدم ردود و ملاحظات عامة (مثل : عمل جيد)، بدلا من ذلك حاول ما أمكن تقديم ردود مخصصة (مثلا: إضافة اسم المتعلم أو بواسطة تسجيل صوتي).
  • تواصل مباشر مخصص لمن يحتاجه من المتعلمين : أعرف أن الأمر منهك و ليس هناك وقت كافي للجميع، لكن يمكن أن تضع لذلك قواعد و جدول زمني.
  • تشجيع العمل عن طريق مجموعات لإنجاز مهام و مشاريع معينة.
  • اترك لهم الخيار فيما يخص وسيلة الجواب على بعض الأسئلة و المهمات (مثال: كتابة، تسجيل صوتي أو فيديو)
  • استعمل أدوات تكنولوجية تساعد على التعلم بطريقة جماعية (مثلا : تطبيق “Kahoot” من أجل إنشاء الأسئلة و المسابقات التعليمية).

الخلاصة : حتى لا يتحول التعلم الإلكتروني إلى شكل آلي، يجب أن يشعر المتعلمون أن المعلم موجود و حاضر و يتعاطف معهم مما يقوي هذا “البعد البشري” للعملية التعليمية.

#يوسف بن محمد – عاشقوا التعليم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شارك هذه الصفحة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي.

نشرتنا البريدية توافيك بكل جديد لدينا.