عقلية العقاب وعقلية التصحيح.
حدث في أحد المطارات تصادم بين طائرة كانت تحاول ان تهبط بعد أن أعطى المراقب الجوي الاذن لها بالهبوط حسب البروتوكول المعمول به في المطارات وبين طائرة كانت متوقفة على المدرج تنتظر إذن المراقب بالاقلاع حسب البروتوكول المعمول به في المطارات.
بعد ان أجرى فريق التحقيق تحقيقاته، وجد أن المراقب الجوي قد أعطى أوامر خاطئة بالطائرة بالهبوط بينما كان من المفروض أن يعطي اوامر للطائرة في المدرج بالاقلاع اولآ .
اثناء التحقيق علم فريق التحقيق أن المراقب الجوي كان مشغولاً جدا بين الطائرات وأثناء انشغاله نسي أمر الطائرة على المدرج فأعطى أوامر للطائرة الأخرى في الجو بالهبوط، مما أدى الى الإصطدام بين الطائرتين وخسارة في الأرواح .
كيف يفكر اصحاب عقلية العقاب:
لوكان هذا الحادث في مكان آخر لرأيت التهديد والوعيد والزمجرة من المسئولين بالمحاسبة والعقاب، ليطمسو حقائق أخرى وترمى المسئولية في كبش فداء شخص او أشخاص وتنتهي القصة، ليستمر اساس٣ المشكلة ويتفاقم الخطأ ويستمر.
كيف يفكر اصحاب عقلية التصحيح:
عندما سأل رئيس فريق المحققين عن عقوبة المراقب الجوي قال إن حوادث الطيران لا تحدث بسبب خطأ واحد او شخص واحد فقط ومعاقبة شخص واحد لن تعلمنا كيف نتفادى هذه الكارثة مرة اخرى وفي مطارات أخرى .
فقام فريق التحقيق بالبحث والتقصي فوجدوا الآتي:
١- ان الرادار الأرضي الذي يساعد المراقب على مراقبة الطائرات وموقعها في المدرج معطل وهي مسئولية المطار.
٢- جلسوا في مقعد المراقب الجوي فوجدوا هناك صعوبة بمراقبة الطائرات بالبصر لأن المدرج لا يظهر الا جزء منه وهناك اضواء مباشرة تجعل الرؤية مستحيلة.
٣- وجدوا أن عدد الموظفين قليل مما يظطر المراقبين لاجهاد أنفسهم بالتواصل مع عدة طائرات في نفس الوقت دون مساعدة الراردار الأرضي .
هنا فقط علم فريق التحقيق أسباب الحادث وكتبو في تقريرهم لجميع المطارات في العالم الدروس المستفادة حتى يتلافوا مثل هذا الحادث بأهمية الرادار الأرضي ، وعدد المراقبين المناسب والعلامات الأرضية للمدارج.
متى نصبح من عقليات التصحيح يا ترى؟