تعطلت سيارة في منتصف الطريق فتطوع اثنين من المارة بدفعها، اثناء دفعهما للسيارة كان هناك جهد عالي وكانت تتحرك ولكن ما ان شاهد المارة المنظر حتى تطوع عدد اكبر وشارك بالدفع، حينها لاحظ قائد السيارة ان الجهد المبذول لم يتغير ولم يزد رغم ازدياد العدد الا ان قوة اثنين تساوي قوة من في الشارع، حينها بدأ يفكر وأخذ يبحث عن السبب!، فهل سبق وسمعت عن أثر رنجلمان او الجهود المبددة؟ .
أثر رنجلمان
هي تعني ميل الأفراد إلى بذل جهد أقل عند العمل بشكل جماعي مقارنة بالعمل الفردي.و ترجع هذه الظاهرة بشكل أساسي الى ان توزيع المسؤولية على عدد كبير يشعر بعض الأفراد انهم غير مسؤولين عن نتيجة جهودهم، و ان الامر يسير بدونهم ايضا. فضلا عن ان غياب الحافز الفردي للشخص، و الذي لو بذل جهدا كبيرا، فلن يظهر للناس مدى تميزه و عظم مساهمته.
كان اول من لاحظ هذه الظاهرة المهندس الفرنسي ماكسيميليان رنجلمان عام ١٩١٣ حيث لاحظ أن قوة حصانين يَجُرَّان عربةً معًا ليست ضعف قوة حصانٍ واحدٍ يَجُرُّ نفس العربة. ثم قام بتجربة على البشر من خلال لعبة شد الحبل و قاس الجهد المبذول الفردي عند الشد، ومن ناحية أخرى قاس الجهد المبذول الجماعي ، و كانت كل النتائج الرقمية تشير الى وجود علاقة عكسية بين حجم المجموعة و اجمالي مساهمة أفرادهم المفترضة. و لذلك قد تسمى هذه الظاهرة تاثير Ringelmann على اسم المهندس الفرنسي.

واطلق عليها التسكين الجماعي او التكاسل، فعند العمل في مهمة كجزء من مجموعة ، في كثير من الأحيان يكون الناس أكثر استعدادًا للعمل أو العمل بجهد أقل مما لو كانوا يعملون بمفردهم. سيقلل الفرد من جهده ، مقارنةً بالوقت الذي يعمل فيه الفرد بمفرده ، حتى لا يظهر على أنه مصاصة (أي تأثير المصاص). أدى هذا البحث أيضًا إلى تغيير في المصطلحات المستخدمة لوصف هذا التأثير ؛ تم استبدال تأثير Ringelmann الأصلي بمصطلح يصف بشكل أكثر ملاءمة هذه الظاهرة ، وهو التسكين الاجتماعي.
عند العمل في مهمة كجزء من مجموعة ، في كثير من الأحيان يكون الناس أكثر استعدادًا للعمل أو العمل بجهد أقل مما لو كانوا يعملون بمفردهم.وتفسر لك هذه الظاهرة لماذا حتى لو جمعت فريق الأحلام لمشروعك مثلا فلن يرتفع أدائه بنفس قوة أفرداه ، و ان الفريق الذي به عدد اكثر من المحترفين والنجوم لن يكون بالضرورة هو الأفضل.
ويفسر لك ايضا لماذا قد تحقق دولة صغيرة إنجازات اكبر من دولة كبيرة سكانها ٩٠ مليون . و لماذاقد تنتصر فئة قليلة على فئة كثيرة .
ومن الأخطاء الفادحة في الأعمال إنك تظن انه كلما أضفت أعدادا زيادة على فريق او مجموعة ستتضاعف الجهود “، ففي اغلب الظن ان العكس قد يحدث.
إذا أردنا أن نَحدَّ من عيوب العمل الجماعي، فعلينا أن نحرص قدرَ الإمكان على أن يكون الإنجاز الفردي بداخلها ظاهرًا ولانبدد جهود الأفراد حتى لاتتبدد جهود المؤسسات.